احتلال بئر فكه العراقي........... مسرحية إيرانية امريكية مشتركة
بطلها المالكي
لقد أثارت حادثة الاحتلال الفارسي الإيراني لبئر فكه العراقي ضجة كبيرة قد تكون مقدمه لما هو اكبر منها لان ألحادثة متميزة من حيث النوع والتوقيت فالعملية من الناحية النوعية هي اقتحام واحتلال لأرض عراقية بالرغم من عدم وجود أي حرب أو على الأقل نزاع حدودي بين البلدين بل العكس فإيران ومنذ اللحظة الأولى لزوال نظام صدام المقبور حاولت أن تظهر بمظهر المتقبل للواقع العراقي الجديد بمختلف مراحله بل كان موقفها الظاهري أحسن بكثير من موقف الدول العربية التي اتخذت موقف معادي وهنا لازلت أقول أن هذا الموقف الإيراني هو موقف ظاهري اتسم به الخطاب السياسي المعلن للحكومة الايرانية في حين إن الواقع الحقيقي اثبت وبما لا يقبل الشك وجود الأدلة القطعية على دورها السلبي في دعم المليشيات والمجاميع المسلحة الشيعية والسنية بما فيها القاعدة ودعم الأحزاب ذات التوجه الإسلامي الظاهري إعلاميا وماليا وأما من حيث التوقيت فان الساحة العراقية مقبل على استحقاق انتخابي برلماني جديد وبما إن إيران لاعب أساسي بل وشريك لأمريكا في تحديد ملامح المشهد السياسي القادم في العراق من خلال أدواتها المتمثلة بالأحزاب الإسلامية التوجه ولذلك فان توقيتها وضع أتباعها السياسيين في العراق وهم الائتلاف الوطني العراقي(ائتلاف الحكيم ومقتدى والجعفري والعنزي والفضيلة وبعض الإذناب المتملقين) في وضع حرج لان السكوت عن الحادثة يعني سقوطهم سياسيا لأنه يعطي لخصومهم من أصحاب التوجهات القومية أو الوطنية ذريعة قوية لتسقطيهم كذلك فان تصريحهم بأي موقف ضد إيران يعني بداية ألقطيعه وهم من امتنع ولست سنوات من الدور التخريبي الإيراني في العراق عن المساس بإيران ولو ببنت شفه بل العكس فكثير منهم من دافع عنها ولحد هذه اللحظة فان الفضائيات ألتابعه لأحزاب الائتلاف الوطني العراقي والممولة إيرانيا(الفرات والمسار وبلادي))لم تذكر ألحادثه من قريب أو بعيد وكان شيء لم يحدث وهنا يأتي السؤال ما هو الدافع وراء هذا التصرف الإيراني وهل إن إيران تحتاج الاحتلال العسكري المباشر للعراق بشكل يجعلها بالمواجهة مع أمريكا التي تبحث عن أي حجه لضربها في الوقت الذي نجد أن الاحتلال السياسي الإيراني مسيطر في العراق من خلال أحزاب السلطة (الدعوة بفروعه الثلاثة المالكي والعنزي والخزاعي والمجلس الأعلى والصدريين والإصلاح والفضيلة بل والحزب الإسلامي) أم أنها تعاني من عجز اقتصادي جعلها بحاجة إلى الاستيلاء على أبار نفط الفكه لسد النقص.
في الحقيقة كل هذه الأمور والاحتمالات بعيدة عن الواقع مما يؤشر إلى وجود مؤامرة خطيرة ضد العراق قد تكون محاكة وبشكل منسق ومشترك مع المحتل الأمريكي والذي نجد انه اتخذ موقف الصمت تجاه الحادثة في الوقت الذي نجد أن هناك أسباب تستدعي من الجانب الأمريكي التصدي منها كون العراق بلد محتل لأمريكا ومن واجبها حماية حدوده من أي تدخل خارجي ولعل هذا ما تمليه بنود الاتفاقية الامنيه كذلك فان المعروف من التاريخ العدائي بين الدولتين أن أمريكا تبحث عن ادني حجة لتوريط إيران وجرها إلى المواجهة العسكرية والتي ستكون مؤثرة في زعزعة النظام الإيراني حاليا فيما لو أخذنا بنظر الاعتبار ما تعانيه الساحة السياسية الإيرانية الداخلية من اضطرابات وعدم استقرار بسبب نشاط الإصلاحيين المعارض والذي يتسع يوما بعد يوم وان أي تحرك عسكري أمريكي ضد إيران يساعد في تقوية نشاط الإصلاحيين.
وفي الحقيقة لازال هناك الكثير من الغموض يكتنف ألحادثه من حيث النوع والتوقيت والأسباب والدوافع وردود الأفعال ويبدو أن لها أبعاد تتجاوز كونها حادثة احتلال عسكري وهناك رغبه في استمرار هذا الاحتلال إلى فترة أطول لتحقيق أهداف بعيدة المدى خصوصا إذا ما ربطناه باعتذار وزير النفط الإيراني عن الحضور في اجتماع وزراء نفط منظمة أوبك من اجل عدم تعرضه للضغوط بسبب ألحادثه من قبل الأعضاء في المنظمة .واقرب تفسير لذلك هو أن للحادثة دخل في العملية السياسية والانتخابات البرلمانية العراقية القادمة وقد يكون الهدف منها رفع شعبية جهة معينه واضهارها بعنوان البطل القومي والمتوقع أن يكون المالكي هو صاحب هذا الدور خصوصا إذا ربطنا بين زيارة المالكي لمصر وزيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني إلى مصر ولقاء الرئيس المصري وهي زيارة نوعية وفريدة في مسيرة العلاقة بين البلدين ولعل إبراز دور المالكي سيكون في هذه المرحلة من خلال تصديه لعملية الاحتلال وإنهائها وضمن سيناريو مسرحي معد سلفا مع إيران والتي أصبحت على يقين أن أتباعها في الائتلاف الوطني العراقي غير مقبولين جماهيريا وأمريكيا وعربيا بسبب تركيبتهم الطائفية المقيتة وان المالكي الأوفر حظا بتمثيله للمصالح الأمريكية والايرانيه في نفس الوقت وهو ما اقتنعت به إيران وأمريكا معا كحل وسط ينهي التصارع التاريخي بينهما ولكن بقي بحاجة إلى التسويق عربيا وهو ما ستقوم به مصر وهي البلد العربي الأكثر تأثيرا في صنع القرار العربي .
وتبقى هذه تكهنات قد تكشف الأيام عن ما هو ابعد منها لكن بالنتيجة فان الخاسر هو العراق وشعبه من اجل مصالح الدول الاقليميه والمجاورة والمحتل وأحزاب السلطة.
محمد مهدي السماوي
http://www.aklamkom.com/index.php?news=149